الجانح المدلل
فئات الجانحين المدللين:تتنوع فئات الجانحين المدللين تبعا لحاجة الاهل الى التدليل تتراوح الحالات ما بين امكانية التكيف السهل الى الفسق الخلقي.سنستعرض الاوضاع الاسرية التي تنتج الجانح المدلل والتطور الحياتي الذي يقود الى الانحراف والخصائص النفسية على مستوى السلوك والاتجاهات والعلاقات والاليات النفسية التي تتحكم بدينامية الشخصية.الاوضاع الاسريةالطفل المدلل هو نتاج دينامية الحياة الاسرية مثل كل اضطرابات الطفولة انه يتحدد انطلاقا من الدلالة التي تعطى له داخلها.فيختلف الاخوة فيما بينهم تبعا للمكانة التي تعطى لكل منهم ، ففي نفس الاسرة قد نجد طفلا مدللا واخر منبوذا وثالثا مستقلا .ويتوقف ذلك على الوظيفة النفسية الهامة التي يشغلها كل منهم في عالم والديه.وتتحدد هوية الطفل انطلاقا من المعنى الذي اتخذه في نظر امه وابيه، فهو خارج هذا المعنى ليس سوى كتلة بيولوجية لا هوية لها، دون ان ننسى ردود فعله على المعنى الذي اعطي له، فاما ان يرفض واما ان يعزز مكانته هذه.ان الام تعيش انجاب الطفل وخاصة البكر كنتاج لوجودها وموضع اعتزازها بنفسها او قلقها الوجودي. وهو يعكس طفولتها ورغباتها التي لم تشبع، اضافة الى انه ضمانة لاستمرار الحياة الزوجية.تعمد بعض الامهات على تدليل طفل على حساب اخوته، اما لانه ولد بعد اجهاض متكرر الذي وضع قدرتها على موضع الشك، فهي تدلله لاعلاء شان امومتها في النهاية.او قد تدلل الصبي الذي ولد بعد عدة بنات لما له من قيمة اجتماعية من ناحية، ومن قيمة نفسية من ناحية اخرى.وتدلل الام طفلها اذا اعطته دلالة الحليف في صراعها مع زوجها .اضافة الى تدليل الطفل الذي يعاني من اعتلال صحي لانه يثير فيها قلق الموت.في هذه الحالات كلها تغدق الام عليه الكثير من الحب وتتركه على سجيته، وتقع اسيرة رغباته بدل من ان توجهها وتشبعها بشكل سليم كي تتجنب مشاعر الذنب التي يثيرها نبذ الطفل على مستوى الللاوعي وقد يصبح فيما بعد مدللا متسلطا .وكما ان الام قد تدلل احد الابناء للاسباب المذكورة اعلاه فقد نجد اباء يدللون ابناءهم لنفس الاسباب.ولا نستطيع نسيان الطفل المدلل من جميع افراد الاسرة.[rtl]الاثر النفسي للتدليل على شخصية الطفل:[/rtl]
[rtl]التدليل يؤدي الى الافلات من اي قانون اوسلطة لضبط نزواته، فهو يستطيع دائما الحصول على رغباته التي منعها احد الافراد من فرد اخر بشكل سري او معلن. مما له نتائج سلبية على توازنه النفسي وتكيفه الاجتماعي.[/rtl]
[rtl]في الاسر المتماسكة التي تتميز بالتوافق الزوجي لا يأخذ التدليل فيها طابعا مرضيا. وقد يعوض الموقف المتراخقبل احد الوالدين بموقف فيه من الحزم الضروري، واذا وصل الامر الى انحراف هذا الطفل فمن الممكن ان يكون قابلا للاصلاح.[/rtl]
[rtl]اما في الاسر المفككة اجتماعيا وزواجيا حيث الجزر العلائقية هنا التدليل يؤدي الى اثار خطيرة اجمالا من الناحية التكيفية ففيها لا يتعلم الطفل معنى القانون الذي يمنع ويضع الحدود لنزواته.لذلك ينشأ نزويا نرجسيا لا يقيم اعتبارا الا لاهوائه وقد يتحول الى طاغية متسلط يتحكم باسرته مما يفسح المجال امامه للفسق الخلقي.[/rtl]
[rtl]وكما ان الطفل بحاجة الى الحب والتماهي فانه بحاجة الى سلطة تحمي وتمنع ، فيطمئن ويشعر باالامان .ان التدليل المفرط من قبل الام يمنع تدخل قانون الاب او قانون المجتمع. [/rtl]
[rtl]التطور نحو الاانحراف :[/rtl]
[rtl]ينشأ الطفللا انويا لاتتحدد ذاته من خلال الاطر المرجعية الخارجية(الاب او اي قانون مرجعي اخر)، وانما على العكس يتحدد من خلال الذات كاطار مرجعي اساسي، ذات الطفل تصاب بالتضخم ، بينما تتقلص الاهمية المعطاة للاشخاص والقيم والاحداث الخارجية.[/rtl]
[rtl]الطفل المدلل ليس بحاجةالى بذل الجهد للحصول على اعتراف به وبقيمته ، فهو لا يرى سوى تلك القيمة التي حظي عليها في الاسرة .[/rtl]
[rtl]الطفل العادي يتعلم لكي يرضي والديه ويحصل على استحسانهما ، ويريد ان يتعلم ويكبر لكي يصبح مثل والده. بينما الطفل المدلل ليس بحاجة لان يكبر او يثير الاعجاب ، فهو قد حصل سلفا على الغاية.[/rtl]
[rtl]من الممكن ان يكون عناك تهاونا من جانب الاهل في الاهتمام بسير دراسة الطفل في مراحلها الاولى مما يؤدي الى الحد من قيمة عملية التعليم، وقد يحدث ان يكون الاهل غير مقدرين الى اهمية الدراسة في الاعداد لمستقبل الطفل عن جهل او سوء تكيف اجتماعي مما يزيد من خطورة الامر.[/rtl]
[rtl]يذهب الطفل المدلل الى المدرسة وسرعان ما يشعر ان الدروس والنظام والانضباط هي عبء يصعب احتماله وتبريره ان المعلم لا يعطيه الاهتمام الكافي ، ففي المدرسة لا يعامل كما كان يعامل في البيت لان ذلك غير ممكن.[/rtl]
[rtl]فتتولد في نفسه مشاعر الاحباط وقد يثور على المعلم متهما اياه بالظلم والاضطهاد. لا يستطيع التكيف مع النظام بشتى اشكاله فهو لم يتعود على الالتزام بالقوانين مما سيجعل اي مسؤولية او واجب يشكل عبئ يحاول دوما التهرب منه قدر الامكان. لذا سترفض المدرسة سلوكه المستهتر هذا.[/rtl]
[rtl]قد يهرب الطفل من المدرسة بدون علم ذويه طلبا للهو مع رفاق غير متكيفين ويزداد هروبه بمقدار تعلقه بحياة العبث وتوتر العلاقة مع المدرسة، الى ان يكتشف الاهل الامر فيبدأون بالنصح والترغيب فيفشلون.عندها يشعرون بضرورة فرض قانون الاب وقانون المجتمع بالقوة تحت التهديد. ولكن هيهات ، فأ نى لكائن تعود ان تلبى كل رغباته ان يتقبل القانون بالقوة .هنا سيرد بعدوانية على محاولتهم صده ويثور على كل من يحاول ابعاده عن حياة اللهو وخاصة على ابيه.[/rtl]
[rtl]بعد سنوات من الفشل المدرسي يتوجه الحدث المدلل الى العمل ، وهنا يكمل ما اعتاد عليه من انعدام الاحساس بالمسؤولية، وعدم الاكتراث للمستقبل ، وضف الى ذلك عدم وجود ميول ورغبة واضحة لتعلم مهنة نابع من فقدانه لدافع بذل الجهد اللازم للتدريب المهني . مما سيولد الصراع مع رب العمل او الزملاء لاسباب مختلفة، فيغير العمل ومكان العمل عدة مرات.[/rtl]
[rtl]تزداد ميوله نحو العبث ومخالطة الرفاق غير المتكيفين ، في البداية لا يشكل اللهو خطورة قانونية ولكن ممكن ان يؤدي الى خطر انحراف فعلي على الحدث المدلل.الى ان يفلت الحدث من سلطة الاهل بشكل نهائي ذلك ان الاهل عرفوا انه بحاجة اعادة تأهيل ، فيحاولون تمثل قانون المجتمع لوضع حد لتصرفاته العابثة . الا انهم يظهرون دوما تجاذبا وجدانيا تجاه اي اجراء ضد ولدهم .[/rtl]
موضوع: الجانح المدلل ( ملخص ) من كتاب الاحداث الجانحون -الدكتور مصطفى حجازي 
السبت يوليو 12, 2014 6:55 pm
