اجازة لتعلم الصبر

لطالما كانت هوايتي الخياطة واشغال الحياكة وبرغم انها هوايات مرهفة الهمتني احاسيس جميلة مع كل نهاية سعيدة بإنجاز تحفة رائعة بين يدي ، فإنني عانيت ومازلت خلال مسيرتي في الحياة لتحقيق هذه الهوايات  لكنني جابهت التحديات بالصبر .
لقد تعلمت من امي الكثير كانت نحب الخياطة وكانت تخيط كل شي من ملابس واغطية وبرادي وكل ومايمكن لمقص وابرة وخيط ان يسخدموا فيه . لقد وعيت وفي بيتنا ماكينة خياطة تدار باليد علمتني امي استعمالها وكنت افرح كثيرأ عندما تفصل اغطية اللحف والمخدات وادرزها على الماكينة .لم تكن امي تحترف الخياطة ولم تتكسب منها يوما ولكنها علمت كثير من المعارف والجيران وكانت تفصل لهم ملابسهم وهم يتمون خياطتها. 
اول ما فصلت ملابس لألعابي وكان ابي يشجعني كثيرا وعندما قررت ان افصل ثوب لي طلب مني ان اشتري قماش ثمين وان استعمل المقص مباشرة عليه  . بالفعل لقد لبسته وكان كل من راه اعجب به .
كانت لنا جارة تسكن فوق بيتنا وكانت خياطة مشهورة وتخيط فقط لعدد قليل من السيدات الميسورات وعندما اتت اجازة الصيف وكنت حيتها في الثالثة عشر من عمري اتفق ابي مع هذه الجارة ان اتعلم عندها الخياطة خلال الإجازة .
فيما مضى وأيام السبعينات من القرن الماضي كانت المتدربات في بيوت الخياطات مطلوب منهن ان يساعدن في تنظيف البيت ويتعلمن مباديء الخياطة في نفس الوقت . وابتدأت الإجاة الصيفية وابتدأت ادوام عند الخياطة وقد كنت اكره كثيرا اعمال التنظيف ولكنني احببت ما تعلمته وهو ليس بالكثير ابدا .كان دوامي من التاسعة صباحا ولحين السادسة مساءا وكم كنت اتقهقر عندما اسمع اصوات اخواتي وضيوفنا المغتربين الذين يقضون اياما من اجازتهم عندنا . اسمعم ضحكاته وصريخهم وانا يا حسرتاه وانا فوقهم اغز بالإبرة واسمع كلمة معلمتي لحين ينتهي الدوام .
مرت اسابيع على هذة الحال وكاد قلبي ان ينعصر من هذه الحبسة وفي يوم قلت لأبي لماذا ادوام عند جارتنا وهي ماعلمتني إلا القليل وانا اعرف اشياء كثيرة وأن كفى.. فضحك رحمه الله وقال لي:" هذه الإجازة لتعلم الصبر" .